أحدث_الأخبار

مستشفى الرمادي .. “جثة هامدة” وكارثة تلوح بالأفق

26 أكتوبر , 2016 - 10:27 ص

التقارير والاستطلاعات

بعد زوال أزيز الرصاص ودوي الانفجارات انقشع غبار المعارك في الرمادي ليخيم السكون على الكثير من أحيائها المتضررة وثمة أزقة بكاملها تحولت الى ركام، إلا أن أشد الأمور وطأة بقاء مستشفى الرمادي على حاله، وسط تحذيرات من حلول “كارثة إنسانية” جراء ذلك.

مسؤولون بارزون في الأنبار ناشدوا الحكومة المركزية والمنظمات الدولية بالمساعدة من أجل إعادة تأهيل مستشفى الرمادي العام، كون الخدمات الصحية “معدومة” في المدينة نتيجة تدمير المستشفى، حتى أن مسؤول وصف المستشفى بأنها “جثة هامدة”.
كارثة تلوح بالأفق

يقول قائممقام قضاء الرمادي إبراهيم العوسج في تصريح تابعته وكالة الرؤية العربية، إن “مدينة الرمادي تشكوا الآن من انعدام الخدمات الصحية بشكل كامل بسبب تدمير المستشفى الوحيد الموجود في المدينة”، مبينا أن “مستشفى الرمادي العام كان سابقا الوحيد الموجود في الانبار”.

وأضاف العوسج، أن “مستشفى الرمادي العام متوقف تماماً عن تقديم أي خدمات طبية أساسية”، مشيرا الى “فتح صالة طوارئ في بناية قرب بناية مستشفى الرمادي ولكنها لا تستطيع إجراء أي عملية جراحية مهما كانت درجتها”.

ويلفت العوسج بالقول، “نعاني من تهميش وتناسي الحكومة المركزية والدول المانحة والدول الخليجية لمدينة الرمادي وكأن المدينة لا تعني شيئا لأحد”، مبينا أن “مستشفى الرمادي العام عبارة عن جثة هامدة ونسبة الدمار فيه تجاوزت 80% وتحتاج لـ 20 مليون دولار لإعادة تأهيله وخلال فترة زمنية لا تتجاوز السنة”.

أما مدير مستشفى الرمادي العام أياد عراك يقول في تصريح تابعته وكالة الرؤية العربية، إن “الجميع يعلم ما حصل بمستشفى الرمادي العام حيث بلغ حجم الدمار فيها حوالي 70% وامتد هذا الدمار ليشمل البنى التحتية في هذه المؤسسة ومنها شبكات الماء والكهرباء والمجاري ومنظومة التبريد المركزي والبخار المركزي ومنظومة الأوكسجين ومنظومات أخرى معقدة جدا تحتاج الى جهد دولي وجهد مهني وشركات متخصصة في هذا المجال”.

وأضاف عراك، أن “مستشفى الرمادي العام يعد من أكبر المؤسسات الصحية والعلمية والمهنية في العراق حيث تبلغ سعته 500 سرير وترتبط به مجموعة الكليات منها كلية الطب وطب الأسنان والصيدلة وهو أيضا مركز تدريبي لبرامج المركز العربي والمجلس العراقي للاختصاصات الطبية”.

وتابع عراك، “نحن دخلنا مستشفى الرمادي العام وتفاجئنا بتحديات كبيرة من بينها وجود العبوات الناسفة وخزانات مليئة بمادة السيفور شديدة الانفجار”، مشيرا الى أنه “حتى هذه اللحظة لم يقدم أي جهد لمستشفى الرمادي العام وهي الآن مهملة، وإذا بقي الوضع على حالة سوف يتسبب بكارثة إنسانية لأهالي الرمادي”.
وبين عراك، “بجهودنا الذاتية وامكانياتنا المعدومة والمتواضعة استطعنا ان نعيد الحياة الى ما نسبته 50% من المؤسسة واستطعنا اكمال الأساسيات منها الطوارئ والاستشارية وبعض صالات العمليات بصورة صعبة جدا التي من شأنها انقاذ الحياة فقط”.

ودعا عراك الحكومة المركزية والحكومة المحلية والمنظمات الدولية جميع الجهات ذات العلاقات لـ”مساندة مستشفى الرمادي العام ومد يد العون لها”.

دعوة للعبادي والمنظمات الدولية للنظر الى المستشفى

يقول عضو لجنة الصحة في مجلس الانبار فهد الراشد في تصريح تابعته وكالة الرؤية العربية، أن “مستشفى الرمادي العام يعتبر الملاذ الوحيد لسكان الانبار ويستقبل حالات مرضية من العمليات العسكرية الجارية في المحافظة”.

وأضاف الراشد، أن “المستشفى يحتاج الى إمكانيات دولية عالية وهائلة لإعادة تأهيله خاصة من النقص الحاصل في ميزانية والتخصيصات المخصصة لوزارة الصحة”، مناشدا رئيس الوزراء حيدر العبادي وجميع المنظمات الدولية وحقوق الإنسان والصليب الأحمر والهلال الأحمر بـ”النظر لمستشفى الرمادي العام وتخصيص مبالغ لتأهيله وإنقاذ أهل الأنبار لأنه في حالته بقي الحال على ماهو عليه سوف ينذر بكارثة إنسانية لهم”.

يذكر أن مستشفى الرمادي العام تعرض لأضرار كبيرة نتيجة العمليات العسكرية والإرهابية التي رافقت تحرير مدينة الرمادي من تنظيم “داعش” نهاية العام الماضي، فضلا عن تضرر البنى التحتية للدوائر الحكومية ومنازل المواطنين.

يذكر أن مستشفى الرمادي العام تعرض لأضرار كبيرة نتيجة العمليات العسكرية والإرهابية التي رافقت تحرير مدينة الرمادي من تنظيم “داعش” نهاية العام الماضي، فضلا عن تضرر البنى التحتية للدوائر الحكومية ومنازل المواطنين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *