أحدث_الأخبار

المعهد الثقافي الفرنسي يفتح أبوابه أمام رواده والطلبة في العاصمة بغداد والموصل

15 مايو , 2019 - 4:09 م

العالم العراق

تقرير هاجر طاهر العويني

تصوير علي عمر المشهداني

في حفل بهيج ولوقت مليء بالبهجة وبرامج مختلفة سينمائية وموسيقية وفنية تحاكي العصور لبغداد ونهرها دجلة الخير الذي يشطرها الى كرخ ورصافة والأعداد الغفيرة التي حضرت الافتتاح من مختلف المستويات، تم إعادة افتتاح المعهد الثقافي الفرنسي المطل على حدائق أبي نؤاس وسط مركز بغداد، وكان الطعام الفرنسي المشهور ( الكريب La crêpe ) يوزع بعد صناعته مباشرة أمام الحضور فيما كانت حلوى شعر البنات تنسج في الة مباشرة وتوزع الى الاطفال، وطاولات مليئة بالمعجنات والعصائر باشكال وانواع بلا عدد وكلما نفذت وجبة تجددت وجبات أخريات على مدى الوقت وكل واحدة تحاكي المطبخ الفرنسي بنكهته ومذاقه الرائع .

 

فيما كانت نحلة المعهد مدام الاء فخري مسؤولة البيداغوجيا تقفز هنا وهناك بين طوابق المركز تتفقد الجميع صغيرا وكبيرا وتتفقد فقرات الحفل تصفق وتدعوهم كلما بدأت فعالية جديدة فيما بدا عليها التعب من الجهد الكبير الذي بذلته في تهيئة افتتاح المعهد إلا أن حبها للمعهد ومن فيه جعلها تكابر في المطاولة دون أن يستشعر الحضور تعبها وإرهاقها والى آخر لحظة من فقرات الحفل وبابتسامتها المعهودة وصوتها الشجي واصرارها على ان يتم كل شيء كما مرسوم له وبدقة متناهية، كما كانت تحتضن المعهد الثقافي الفرنسي للأعوام التي كانت حوله التهديدات والتفجيرات ، وتحافظ عليه وعلى رواده وطلبته.

 

قسم المعهد الثقافي الى عدة طوابق، في الطابق الأرضي.. قاعة السينما ومسرح الاحتفالات والمكتبة العامة الزاخرة باروع الكتب والمجلات الفرنسية ومقاعد القرائة فيما ملئ الطابق الاول بلوحات المعرض الخاص والذي يحوي لوحات المستشرقين سيما التي نشرت في الكتب الفرنسية في القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر اضافة الى ادارة المعهد وغرفة لتعليم السينما فيما كان متوسط الطابق الاول يحتوي على قاعة لتعليم الرسم يشرف عليه فنانون عراقيون ويستضيف المتعلمين من كل الأعمار بينما كان الطابق الثاني يحتوي على قاعات لتعليم اللغة الفرنسية فالبعض منها خاص بالأطفال والبعض الاخر للكبار ولمختلف المستويات .

 

 

وقال السيد الدكتور جان نويل باليو مستشار التعاون والنشاط الثقافي والإنساني ومدير المعهد الفرنسي في العراق Monsieur Jean-Noel BALEO Directeur Institut français d’Irak et Conseiller Culturel de l’Ambassade de France en Irak، عن إعادة الافتتاح الرسمي للمعهد الفرنسي في العراق؟ هل كان مغلقا؟ أم هناك نشاطات جديدة بالمقارنة على ما كان عليه في الماضي؟

 

المعهد الفرنسي كان شبه مغلقا في سنة 2014 التي خلالها شهد بعض الأشغال المتعلقة بإعادة البناء حسب مقاييس السلامة والأمن للموجودين فيه من طلبة وموظفين و التي جعلته الان مؤهلا لاستقبال الناس بكل امان، و في سنة 2015 استعدنا نشاطات المعهد شيئا فشيئا عبر تدريس اللغة الفرنسية و ذلك خارج المعهد، وفي سنة 2017 استعدنا تدريس اللغة الفرنسية داخل المعهد أما في سنة 2018 بدأنا في استعادة النشاط الثقافي للمعهد واستمر هذا الى اليوم فكان اعادة الافتتاح الرسمي لأننا نعتبر المعهد قد وصل الى مستوى اكتمال نشاطاته واضيف له البرامج الشهرية الخاصة بالاعضاء المنتمين مثل نادي السينما المرفق بالنقاش لدعم تبادل الأفكار، وبرامج للصغار مثل وقت القصة والوجبة الفلسفية الخفيفة Les Goûters Philo pour les enfants, اضافة الى دروس اللغة الفرنسية بطبيعة الحال وبعروض مهمة مع العلم انه سيكون كذالك تدريس اللغتين الالمانية و الاسبانية بالشراكة مع زملائنا من البلدين المعنيين, وبهذا يكون المعهد قد استعاد نشاطه بالكامل من برامج ثقافية و عروض حية. ويحمل المعهد الفرنسي اهداف كبيرة من خلال توفير مساحة للحوار الثقافي بين فرنسا و العراق، و دعم الشباب العراقي المبدع ونستطيع اليوم أن نلتمس هذا من خلال المعرض الموجود الآن في الطابق الأول والذي يحمل صور تاريخ العراق نسخة من الكتب والمتاحف الفرنسية التي لازالت تحافظ على إرث العراق التاريخي، وسيتم في المستقبل تنظيم معرض للفنون التشكيلية لرسامين عراقيين وفرنسيين مرة كل شهرين في قاعات المعرض داخل المعهد .

 

فنحن وابتداءا من اليوم نستطيع القول أن المعهد الفرنسي قد استعاد المكانة التي اكتسبها منذ سنين و التي جعلته أول معهد ثقافي اجنبي في بغداد.
– هل سيتم فتح فروع أخرى للمعهد الفرنسي بالمحافظات الاخرى ان لم تكن موجودة اصلا؟

 

* هذا سؤال مهم جدا، انطلاقا مما ذكرته فالمعهد اليوم في أوج نشاطه في بغداد، و عندنا معهد ثقافي فرنسي في اربيل و لكن بطريقة مصغرة مقارنة بمعهد بغداد، وايضا نحن بصدد تطوير مشاريع بالشراكة مع معاهد ومؤسسات اخرى سواءا كانت فرنسية أو عراقية وفي القريب العاجل سوف يتم الاعلان الرسمي عن فتح معهد ثقافي عراقي- فرنسي بمدينة الموصل، والذي اصبح شبه مكتمل، اضيف الى هذا ان هناك نقاشات و دراسات مشاريع ثقافية في جنوب العراق. كما ان هناك ديناميكية ثقافية بالشراكة مع اصدقاء عراقيين.

 

– حدثتنا عن نشاطات المعهد من خلال الاشتراك الشهري, هل هناك نشاطات يمكن لغير المشتركين الالتحاق أو المشاركة بها؟
* نعم يوجد لدينا نشاطات تخص المشتركين فقط مثل اشتراك ( الميدياتيك La médiathèque ) الموجهة للشباب و التي تمكن المشتركين بالوصول إلى كل الميديا الفرنسية من جرائد و افلام و مسلسلات و كتب الكترونية, و لكن فيما يخص غير المشتركين نحن نحاول تطوير مجموعة من النشاطات لكي نمكن العراقيين من اعادة اكتشاف المعهد الفرنسي فلهذا سوف يكون هناك فرص لغير المشتركين.
كما واود ان اشد الانتباه إلى أن المعهد الفرنسي يوفر الفضاءات للعراقيين الذين لديهم تظاهرات ثقافية مثل الندوات والتي تكون مواضيعها من ضمن اهتمامات المعهد كالمساواة بين المرأة و الرجل.

 

– كيف يتم التواصل مع العراقيين الذين لا يتكلمون اللغة الفرنسية خلال نشاطات المعهد؟

* نحن نعرف ان الشعب العراقي ليس فرنكوفوني و يتكلم اللغة العربية فقط، ونحن حريصين لتبادل الثقافات ولهذا نوفر الترجمة الى اللغة العربية بالنسبة للنشاطات التي تقام باللغة الفرنسية مثل الندوات التي يكون فيها تفاعل بين الحضور ولا ننسى طبعا أن من مهمات المعهد هي تطوير الفرنكوفونية وذلك من خلال العروض المتنوعة و المهمة جدا التي يوفرها المعهد لتعليم اللغة الفرنسية، وذلك بطرق بيداغوجية متقدمة جدا و تتماشى مع مستوى المتلقي و لدينا عدد مهم جدا من الاساتذة وهذا يفسر طاقة المعهد لاستيعاب جميع الفئات من أطفال و شباب و كبار و مؤسسات و معاهد و طلبة جامعيين لدراسة الفرنسية بالمعهد الفرنسي.

* وحدثنا السيد تيري فيرغون نائب المستشار الثقافي في المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد ِMonsieur Tierry VERGON Conseiller Culturel Adjoint de l’Ambassade de France en Irak
– هل هناك دعم من السفارة الفرنسية للمعهد الفرنسي؟

* نعم وهو مدعوم من الدولة الفرنسية مع العلم ان مدير المعهد هو المستشار الثقافي للسفارة الفرنسية, و جانب كبير من تمويل هذه المناسبة هو آت من الدولة الفرنسية.

 

– ماهي نشاطات المعهد بعد إعادة افتتاحه بصفة رسمية؟
* بالنسبة للنشاطات سوف يتم مواصلة دعم و تطوير تعليم اللغة الفرنسية و نعطي الاولوية لهذا لانه من خلال تعلم الفرنسية سيتعرف الطالب على الثقافة الفرنسية بسهولة أكثر وامكانية التعليم بفرنسا ان اراد اكمال دراسته ستكون اسهل ويعتبر هذا انفتاح, اضافة الى هذا سوف يكون هناك نشاطات ثقافية كالسينما و المسرح والرقص والرسم واليوم مثلما شاهدتم معرض اللوحات الفنية بقاعة المعرض و سوف يتكرر هذا في المستقبل لاننا سنحاول دائما العمل مع الفنانين العراقين.

 

– ماهي خطط و برامج الدولة الفرنسية من الناحية الثقافية في المحافظات المنكوبة خاصة و قد لاحظنا اهتمام خاص بمدينة الموصل؟
* نعم بالفعل نحن مهتمين بمدينة الموصل نظرا لاهميتها من الناحية الثقافية فهي رمز للثقافة بامتياز، ولهذا يجب ان تستعيد مكانتها الثقافية، ونحن حريصين على هذا، وسنكون الى جانب اهالي الموصل و نحاول ان نقدم الدعم للجامعات في الموصل، و دعم الثقافة ايضا و ذالك من خلال فتح المعهد الثقافي الفرنسي- العراقي في الموصل و تدرس فيه اللغة الفرنسية و العديد من النشاطات الثقافية و المحاضرات.

 

_ وحدثنا الدكتور فارس حكمت التدريسي في كلية اللغات قسم اللغة الفرنسية .
* هذه اللوحات لم اقم انا برسمها وإنما انا من قام باستخراجها من الكتب والمجلات للقرن السابع عشر صعودا إلى القرن التاسع عشر ، كما وان هذه اللوحات لم تنشر سابقا في العراق، وأنا أول من قام بشرائها من باريس، وجلبتها إلى بغداد وقسم منها استطعت أن أعيد صياغتها لتكون كلوحات عن طريق مساعدة أحد الرسامين إلا أن تكلفتها كانت غالية جدا لم استطع ان اشتريها واجلبها كلها، حيث العدد الكبير الموجود في باريس، فقمت بعرضها بعدت طرق منها طرق الاستنساخ، وطرق عرض النسخ الاصلية للقرن الثامن عشر والتاسع عشر، وطرق رسمها من جديد مع الاحتفاظ بكل التفاصيل الدقيقة التي كانت موجودة في اللوحة الأصلية فتوجد عدة طرق للعرض وغايتنا من هذا الشيء هو إظهار تراث العراق في القرن التاسع عشر والذي هو في الأساس ممحي من ذاكرة الاجيال، وكل ماموجود عندنا الان هو صور مابعد الحرب العالمية الاولى.

 

ولهذا اتيت بالاقدم وخاصة أن كل هذه الصور للعراق وموجودة في باريس ويوجد أخريات أيضا وتصل اعدادها الى ثلاثة اضعاف هذا العدد، ولانستطيع نشرها كلها كونها تحتاج الى استثمار قوي لشرائها وعرضها بحيث يمكن أن تفهرس وتنشر على شكل مجلدات، وبذلك نكون قد حافظنا على تراث عراقي للقرن التاسع عشر.

 

ولدي هنا اول صورة لبغداد تطبع في القرن السابع عشر حتى الدولة العثمانية لم تكن تملك هذه الصورة، وهذا حسب علمي فلربما كانت توجد صورة قبلها وتلفت بالقدم وعدم الحفاظ عليها، او استنساخها، ولكن حسب علمي والكلام مازال للدكتور حكمت ان هذه هي أول صورة لبغداد، واستطعنا الحصول على هذه الصورة والتي كان مكتوب عليها وعلى باقي الصور المعروضة باللغتين الفرنسية والعثمانية ، وتظهر فيها الكثير من الاماكن المعروفة في صوري التي أعرضها مثل شارع المتنبي ووزارة الدفاع العراقية.

 

كما وان هذه الصور ليست للبيع وانما للتداول والعرض والمعرفة، حتى يكون العراقي فخور ويعلم أن تاريخه موجود وليس موجود فقط مع قدوم الانكليزي الى بغداد، وانما اقدم من ذلك بكثير.
وانا اقوم بكل هذا كعمل شخصي 100% ومستعد ان اكمله الى النهاية، سواء وجدت من يساعدني فيه أم لم يساعدني فيه احد، وانا جدا فخور بهذه الصور، ومن الممكن أن تكون مرجعا للتاريخ العراقي، وممكن أن تاخذ موقعا في متحف للحفاظ على تاريخنا العراقي الرائع وانا مستعد لاي مساعدة تحتاجها أي جهة تعمل لاستخراج الإرث العراقي والحفاظ عليه ونشره.

 

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *