القَلَمُ

الشاعرة أَمَلُ طه مَحْمُودٌ اُلْجُمِيلِي

رَفِيقُ الدَّرْبِ أَكْتُبُ أَيُّهَا القَلَمُ… وُثَقٌ عَلَى القِرْطَاسِ مَا فِي القَلْبِ يَرْتَطِمُ
أَنْتَ الوَحِيدُ الَّذِي أَشْكُوهُ مُظْلِمَتَيْ… تَشَفِّي غِلِّيلِي إِذَا مَا اِشْتَدَّتْ أَلُعْتُمْ
تُبْقَى الصَّدِيقَ الَّذِي طَوْعًا أُسَامِرُهُ… أَنْتَ الصَّدُوقُ الوَفِيُّ اليَافِعُ الهَرَمِ
كَمْ أَيْقَظَتْكِ يَدِي قَسْرًا فَقَلَتْ لَهَا… لَبَّيْكَ فِي وَأُلِّهَ يَا أَيُّهَا الشهم
مَا قَدْ تَوَانَيْتُ بَدَأَ فِي مؤازرتي… أَوْ فِي اِصْطِحَابِي إِذَا الآمَالُ تَرْتَطِمُ
تَبْدُو ذَكِيًّا أَبَيَا حَاضَرَا فَطُنَّا… لَا تَبْخُلُ النُّصْحُ أَنْ أَوَدَّتْ بِي الهِمَمُ
أَنْ تَاهَتْ النَّفْسُ يَوْمًا فِي مَسِيرَتِهَا… وَظَلَّتْ الدّرب حِينَ الوَهْمُ يَعْتَزِمُ
هُنَا سَتَرْسُمُ لِي فِي جِدٍّ خَارِطَةٌ… نَعَّمَ المُهَنْدِسُ لِلنَّجَاحِ تُصَمِّمُ
إِذَا اِبْتَأَسَتْ بيوما بَاسَا عَسِرًا… وَذَرَفَتْ دَمْعًا بِالمَرَارَةِ يَفْعَمُ
وَتَلَبَّدَتْ كُلُّ الغَيْمِ بِخَاطِرِي… بَدَّدَتْهَا عنوة لِلحُزْنِ تَلْتَقِمُ
مَا غَيَّرَتْ فِيكَ اللَّيَالِيَ وَهْلَةٌ… أَوْ سِرْتُ فِي دَرْبٍ لِوَحْدَكَ مُبْهَمٍ
كَمْ مِنْ صَدِيقٍ تَوَانَى فِي صَدَاقَتِهِ… الاك تَبَقَّى بِالوَفَاءِ مُقَدَّمٌ
أَوْ مِنْ قَرِيبٍ تَنَاسَى حَيْثُ مَوْضِعُنَا… مِثْلَ الأَنَامِلِ فِي الكَفَّيْنِ تَنْتَظِمُ
حَتَّى الأَشِقَّاءِ ظَلُّوا فِي مَتَاهَتِهِمْ… كَلَّا تَلَاشَى كَلِيلٌ صَارَ مُنْصَرِمٌ
تَاهُوا مَعَ الرِّيحِ فِي جَهْلٍ يُسَيِّرُهُ… مَوْجٌ مِنْ الوَهْمِ حَيْثُ البُعْدُ وَالعَدَمُ
يَا لِلمُصِيبَةِ كَمْ جَفَتْ عَوَاطِفَنَا… حَتَّى غَدَوْنَا كَأَشْبَاحٍ بِهَا سَقَمٌ
لَوْلَاكِ مَا وَثَّقْتِ يمناي خَاطِرَةٌ… آْوِ ذِكْرَيَاتٍ تَوَالَتْ فِكَرُي النَّهَمِ
تُبْقَى نَزِيهًا بِلَا زَيِّفْ وَبَهْرَجَةٌ… أَنْتَ الخَدُومُ بِطُولٍ الوَقْتُ مُلْتَزِمٌ
أَنَّي وَحِيدٌ بِهَا الكَوْنُ مُنْفَرِدًا… بَيْنَي وَبَيْنَكَ أَفْكَارًا وَمُنْسَجِمٌ