أحدث_الأخبار

الصحافي سليمان الكبيسي: وزير الدفاع القى ما يحبه ووجد من يرحب به

4 يونيو , 2020 - 5:45 م

مقالات

بقلم الصحافي سليمان الكبيسي

 

على الرغم من أنهم قدموا تضحيات كبيرة تتمثل بالآلاف من الشهداء والجرحى خلال القتال ضد القاعدة وبعدهم داعش، وفقدان الآلاف من أبنائهم الآخرين خلال معارك الشرف والتحرير التي رافقت عمليات التحرير، لا تزال قبائل الأنبار صمام الأمان للمحافظة وأرضها.

 

 

من وقت لآخر، تتهم هذه العشائر الصامدة المجاهدين ومن خلال تصريحات بعض السياسيين بأنهم ينتمون إلى داعش وفي أوقات أخرى هم حواضن لهذه المنظمة الإجرامية وينسون الضرر الكبير الذي تلقته الأنبار وشعبها من الجماعات المتطرفة خلال السنوات الماضية، لذلك لا يوجد منزل في هذه المحافظة الا ولديها قصة مأساوية من آفة تلك الأحداث.

 

 

ليس ببعيد، ومن خلال إحدى القنوات الفضائية، خرج وزير الدفاع، جمعة عناد، وهو سني، للتحدث ويقول إن داعش سني ومقاتليه 80 بالمائة من الغربية. وقد أثار هذا البيان غضب أهالي الأنبار، معتبرين هذه الكلمات إهانة لهم وتضحياتهم التي شهدها العدو قبل الصديق.

 

 

حيث عم الشارع الأنباري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، الاستياء على خلفية هذه التصريحات، واستمرت ردود فعل القبائل، والسياسة، والأكاديمية، وغيرها من الشخصيات الصحفية والشبابية في استنكار ما تحدث عنه، وطالبوا رئيس الوزراء بإقالة وزير الدفاع جمعة عناد، من منصبه.

 

 

بعد غضب وإدانة أهالي محافظة الأنبار، أصدرت وزارة الدفاع العراقية تفسيرا لجمعة عناد قائلة: “على هنا أن أوضح، لأن كلماتنا كانت مفهومة أن أبناء الغربية هم أبناء محافظة الأنبار الشريفة، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق لأن ما هو مشترك لجميع العراقيين أن أبناء الغربية هم أبناء وعشائر جميع المحافظات التي غزاها فلول داعش الإرهابية الذين كانوا يدا بيد مع الجيش وقوات الأمن في قتال هذه المنظمة وإخراجها من تراب العراق النقي.

 

 

ولم يلق هذا التوضيح أي ترحيب من قبائل ومثقفي محافظة الأنبار، معتبرين أن ما قاله هو تهجم على المناطق الغربية وشعوبها وما أصدره هو توضيح لامتصاص غضب شارع الأنبار والصمت حول هذه القضية، وهنا تساءل أهالي الأنبار في جميع طبقاتهم الاجتماعية في صمت وزير الدفاع، جمعة عناد، حول سكوته عن أبناء المحافظة الذين اختطفوا وفقدوا خلال معارك التحرير التي قام بها تنظيم داعش وبعض الفصائل والذين لم يعرف مصيرهم حتى الان.

 

 

سمع أهالي الأنبار قبل يومين أن وزير الدفاع، جمعة عناد، سيزور المحافظة لغرض الاعتذار عبر وسائل الإعلام عن تصريحاته الأخيرة، والتي اعتبرها بعض السياسيين وبعض شيوخ القبائل والمثقفين خطوة جيدة لتخفيف حدة الأزمة والتوتر الذي حدث في الأنبار.

 

 

وصل وزير الدفاع جمعة عناد اليوم الى الانبار واستقبله محافظ الانبار علي فرحان وعدد من شيوخ العشائر وحضور وزير التخطيط خالد بتال وممثليهما عادل المحلاوي وفيصل العيساوي والقادة الأمنيين والعسكريين، والتقى بالحكومة المحلية وعند خروجه من اللقاء رفض التصريح لوسائل الاعلام عن سبب زيارته والتي كانت متوقعة لتوضيح تصريحاته الأخيرة.

 

 

غادر وزير الدفاع ووزير التخطيط والمسؤولون مبنى ديوان المحافظة، وكان الهدف منه التوجه إلى مضيف قبيلة الدليم (البوعلي السليمان) في المدينة الرمادي حيث كان ينتظر جمعة عناد جمع غفير من شيوخ العشائر والوجهاء الذين كانوا يأملون وصوله لبيان وتوضيح تصريحاته التي قال فيها بأن “داعش” سني ومقاتليه 80 بالمئة من الغربية”.

 

 

ووصل وزير الدفاع ومن معه الى مضيف قبيلة دليم وسلم على جميع الحاضرين وخرج أحد الشيوخ يهتف بهتافات واخر القى كلمة ومن ثم القى شخص قصيدة وبعدها قالوا تفضلوا على غدائك، وبعد (وجبة الغداء) غادر عناد ومن معه المضيف، حسب أحد شيوخ عشائر الأنبار.

 

 

هنا، ينبغي سؤال بعض المسؤولين المحليين وبعض شيوخ عشيرة الأنبار عن زيارة وزير الدفاع، وهل اعتذر عناد أثناء الاجتماع معهم، رد المسؤولون بكلمة لا، وأكدوا أن الاعتذار يجب أن يكون عبر القناة الفضائية التي أصدر منها التصريح قبل أن يزور الأنبار، كما أكد بعض شيوخ القبائل الذين اتصلنا بهم أن معظم شيوخ عشائر الأنبار لم يحضروا ذلك الاجتماع مع وزير الدفاع، وأن اغلب شيوخ الشيوخ لم يحضروا ذلك اللقاء بوزير الدفاع، وان وزير الدفاع لم يعتذر للأنبار وأهلها خلال مجيئه.

 

 

وخلاصة القول، نثير تساؤلات، أولها ما إذا كان وزير الدفاع لم يقصد حقًا شعوب المنطقة الغربية بكلماته واتهمهم بتنظيم داعش، فلماذا جاء أصلاً إلى الأنبار؟؟؟ رغم رفضه الخروج أمام وسائل الإعلام وتفسير ذلك أثناء تواجده في المحافظة اليوم!!! من ناحية أخرى، كيف استقبل بعض شيوخ عشيرة المحافظة الوزير وحضروا الغداء معه رغم اعتراضاتهم على تصريحاته التي اعتبروها اساءة لهم؟؟؟ اليس ذلك غريبا!!!!

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *