أحدث_الأخبار

الساسة البريطانيون بين الارتياح وصدمة “الخروج” من الاتحاد

24 يونيو , 2016 - 10:10 ص

العالم

ألقت النتائج النهائية للاستفتاء على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، والتي كانت لصالح الخروج من الاتحاد، بظلالها على تصريحات السياسيين، ففي الوقت الذي طالبت فيه المعارضة بخروج عبر عملية تفاوض طويلة، لوح الأسكتلنديون والإيرلنديون باستفتاءات شعبية يستقلون من خلالها عن بريطانيا.

حيث طالب جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال في المملكة المتحدة (المعارضة الرئيسية)، اليوم الجمعة، بتفعيل المادة الـ 50 من معاهدة لشبونة، التي تنظم مغادرة الدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي، في حال قررت الحكومة البريطانية فعلًا المغادرة.

وشدد كوربين، في تصريحات صحفية حول نتائج الاستفتاء، على ضرورة احترام قرار الشعب البريطاني، وقال “لابد من تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، والبدء بمرحلة المفاوضات التي ستفضي بمغادرتنا الاتحاد الأوروبي … لا شك أن أيامًا عصيبة ستكون بانتظارنا”.

وأشار كوربين إلى أن نتائج الاستفتاء غير ملزمة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والحكومة من الناحية القانونية، لكن ينبغي على كاميرون “عدم تجاهل قرار الشعب والبدء بإجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي”، وفق تعبيره.

ويترتب على تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، دخول الحكومة البريطانية في حال عزمها رسميًا الخروج من الاتحاد الأوروبي، مرحلة مفاوضات مع الاتحاد تدوم سنتين كاملتين، لبحث إجراءات الخروج القانونية، مع وجود احتمال تمديد تلك المدة، ويبقى في هذه الفترة الوضع القانوني لبريطانيا كما كان أثناء فترة المفاوضات حول الخروج، أي أنها تبقى جزءًا من الاتحاد وملزمة طيلة فترة المفاوضات بقوانينه.

وحذرت نقولا ستورجيون، زعيمة الحزب القومي الأسكتلندي، ورئيسة وزراء أسكتلندا، في تصريحات صحفية، من تداعيات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وقالت إن ذلك الإجراء قد يدفع بلادها نحو استفتاء جديد على الاستقلال، مشددةً على أن شعب أسكتلندا، يرى أن مستقبله ضمن الاتحاد.

وأجرت الحكومة الاسكتلندية استفتاءً شعبيًا عامًا للاستقلال عن المملكة المتحدة، في 18 أيلول / سبتمبر 2014، رفض فيه الناخبون الانفصال عن المملكة المتحدة بنسبة 55.42% مقابل نسبة 44.58 % أيدت الانفصال آنذاك.

وقالت فيونا هيسلوب، وزيرة الثقافة والعلاقات الخارجية في الحكومة الأسكتلندية، إن المملكة المتحدة اتخذت مجددًا قرارًا يتعارض مع مصالح الشعب الأسكتلندي، لذا فإن “نتائج” ستترتب على هذا القرار.

أما مارتن ماكغينيس، نائب رئيس الوزراء في حكومة إيرلندا الشمالية، فدعا متحدثًا باسم حزب الشين فين في إيرلندا الشمالية لإجراء استفتاء للانفصال عن المملكة المتحدة والوحدة مع جمهورية إيرلندا. مشيرًا أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، يعني أنها لم تعد تمثيل مصالح شعب إيرلندا الشمالية.

وحزب الـ “شين فين”، هو حزب سياسي إيرلندي، موجود في إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا، ويتهمه البعض بامتلاكه ارتباطات مع “الجيش الجمهوري الإيرلندي”.

من جهته، أشار جون ماكدونيل، وزير المالية في حكومة الظل البريطانية (من حزب المعارضة الرئيسية)، إلى أن نتائج الاستفتاء أدت إلى هبوط حاد في الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، وأن على الحكومة ضمان استقرار الاقتصاد واتخاذ خطوات لحماية الوظائف والرواتب.

أما نايجل فراج، مؤسس حزب الاستقلال البريطاني، المثير للجدل في بلاده وأوروبا، بسبب مواقفه الداعية لانسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي والمعادية للمهاجرين، فاعتبر نتائج الاستفتاء أنها بمثابة “يوم استقلال بريطانيا”.

ودعا فراج، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، للاستقالة، وقال “لقد استعدنا بلادنا مجددًا”، على حد قوله.

فيما قال تيم فارون، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي “استيقظنا على بلد منقسم بشدة”، في الوقت الذي أعربت فيه البرلمانية الوحيدة عن حزب الخضر في مجلس العموم البريطاني، كارولين لوكاس، عن امتعاضها من نتائج الاستفتاء، قائلةً “أعتقد أنهم باعوا الجمهور حلًا زائفًا… الناس في بريطانيا غاضبون وعبروا عن ذلك بالتصويت لصالح مغادرة الاتحاد”.

وفي السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم الجمعة، بعد تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، عزمه على الاستقالة من منصبه، في أكتوبر/ تشرين أول المقبل.

وقال كاميرون، في تصريحات صحفية حول نتيجة الاستفتاء، من أمام مقر رئاسة الوزراء بلندن “ليس من الضروري أن أعلن اليوم تواريخ محددة، ولكن علينا أن نسعى لاختيار رئيس وزراء جديد، في مؤتمر حزب المحافظين الذي سيعقد في أكتوبر/ تشرين أول المقبل”.

وأفاد كاميرون “اتخذ الشعب البريطاني قرارًا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، فلنحترم هذا القرار”، مشيرًا أنه قاد الحملة التي تدعو الناخبين للتصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، وأن”الشعب البريطاني اتخذ قرارًا واضحًا في اتجاه آخر، لذا فإن البلاد بحاجة لزعيم آخر يقودها في هذا الطريق”.

وأكد كاميرون أنه سيفعل ما بوسعه خلال الأسابيع والشهور المقبلة، من أجل الحفاظ على الاستقرار في بريطانيا، مضيفًا “أعتقد أنه لن يكون من الصواب أن أتولى دفة قيادة البلاد إلى هدفها المقبل”. مشيرًا أن اتخاذ قرار التخلي عن الحكم ليس بالأمر السهل.

وأظهرت النتائج الرسمية، للاستفتاء الذي أجري في بريطانيا أمس حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، تصويت 52% من الناخبين لصالح الخروج من الاتحاد، و48% لصالح الاستمرار به. –

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *