أحدث_الأخبار

مفهوم حكومة التكنوقراط للمواطن العراقي

7 يوليو , 2016 - 2:22 م

مقالات

بقلم الكاتب مدحت العاني
كثيرً مايتداول مفهوم حكومة التكنوقراط للمواطن بمختلف التفسيرات ويجب ان نفهم معنى حكومة التكنوقراط بالمفهوم الحقيقي والأيدولوجي لكي ينهض البلد نحو التقدم والازدهار والرفاهية ونتخلص من كافة التخندقات الحزبية والتكتلية والمحاصصة الطائفية لكي تنج العملية السياسية وفق المنظور الصحيح للدولة
معنى كلمة التكنوقراط يجب التركيز على معناه ومفهومها لكي نبرمج ونطبق ما في محتواها من معاني لكي ينهض البلد نحو المستقبل وكثيراً مايفهم ان الشهادة او الاختصاص وحده يكفي لحكومة تكنوقراط ناجحة وهذه خاطئة بالمعنى الحقيقي ..التكنوقراطية تعني او مشتقه من كلمتين الأولى ،تكنو، وتعني التقني أو الفني، والثانية قراط وتعني السلطة أو الحكم ، أي تعني كاملة سلطة أو حكم تقنيين، واصطلاحا تعني حكم الأشخاص ذوو الخبرات والتخصصات العلمية والتقنية، وتأسيس الحكومات وجعل وزرائها من هؤلاء الناس .فتسمى حكومة التقنية او حكومة الكفاءات، ومثال على ذلك حركة التكنوقراط في امريكا عام 1932 تضم هذه الحركة المهندسين والصناعيين والمعماريين والاقتصاديين المشتغلين بالعلوم. الذين يقومون بدراسة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والزراعية والصناعية، ودراسة ظاهرة لاستخلاص القوانين التي تستخدم في الحكم على هذه الظاهر وأيجاد الحلول لأن رجال السياسة لا يعنون كثيراً بأمور البحث في الظواهر والتقنيات والاقتصاديات. فقد ظهرت مثل هذه الحركات لتصحيح الوضع، والخروج من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تعصف بالدول، وما مرت به كبرى الدول من فقر وبطالة وكساد في التجارة والصناعة، خاصة قبيل الحرب العالمية الثانية.
والتكنوقراطيون هم الطبقة المثقفة والنخب في المجتمعات في جميع التخصصات والمجالات، ويكونون عادة غير منتمين الى احزاب وبعيدين عن العمل الحزبي والسياسي، وهم أكاديميون صناعيون اقتصاديون. وتأتي حكومة التكنوقراط في الوضع الذي تحتاجه فيه الدولة الى حكومة علمية تقنية تعمل على البدء بدراسة اوضاع البلد الاقتصادية والصناعية والزراعية، وايجاد حلول سريعة وعلمية لهذه المشاكل والأزمات. وتكون هذه الحكومات غالباً غير حزبية، وبرامجها تتعلق بحل المشاكل المجالات المختلفة. وتكون نوعا ما بعيدة عن التركيز على السياسات العامة التقليدية. ومثال على هذه الحكومات التكنوقراطية، ماغير نهج دول عظمى وقلب الوضعي فيها من الاسوء الى الأفضل، الصين تعتبر من أكبر بلدان العالم بعدد السكان.
ومنذ زمن عهد ماو تسي تونغ بعد الثورة الصينية حكمها هو ومجموعة من القيادات الثورية والعسكرية. لم يعتد كثيراً على التكنوقراطيين. وسبب ذلك تراجعاً كبيرا بالاقتصاد والصناعة. بسبب ضعف السياسات، وقلة الخبرة العلمية ، الى عهد دينج شياو بينج ، الذي بدء عهده بأواخر السبعينات، فأنتهج نهجاً جديداً يقوم بأرسال البعثات العلمية للجامعات الغربية لتعلم العلوم المختلفة، وعندما رجعوا اعتمدوا على هؤلاء التكنوقراطيين في الحكومات المتعاقبة، لحل المشاكل التي كانت تعصف بالصين الشعبية، وأدى الى تقدم كبير وملحوظ في مجالات الصناعة والزراعة والاقتصاد في الصين في فترة الثمانينات وماتلاه الى يومنا هذا، هذه هي حكومة التكونقراط ، العراق مليء بالكفاءات العلمية والخبرة لماذا لم يرسلوهم الى الخارج لكي يكتسبوا الخبرة العلمية والاقتصادية والصناعية والزراعية ،السبب معروف هو وجود المحاصصة الحزبية والتكتلية لم تنجح اي حكومة تكنوقراط لأنهم لم يريدوا البلد الاستقرار والتقدم نحو الأفضل وعندهم المصلحة الخاصة والحزبية والكتلة السياسية فوق المصلحة العامة التي هيه مصلحة البلد والشعب ، واذا عزموا على هذا المنهج حكومة تكنوقراط بالمفهوم الحقيقي ستنجح هذه الحكومة ويستقر البلد ويتطور وينافس دول المنطقة ولجوار بالتقدم والازدهار والرقي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *